هناك حل حتى لو تقدم العمر
كشخص متأتئ وصل لسن الأربعين، لم يكن من السهل لي أن أفكر في معالجة التأتأة، بسبب تكيفي معها. ولم يكن لدي الدافع على مواجهة نفسي، اشتركت في برنامج نادي إرادة ومن اليوم الأول من البرنامج لاحظت بصيص أمل بأن موضوع التأتأة قد يكون له حل،
شاهدتُ نماذج مني، تحسنتُ مع الجلسات، شاهدتُ الإصرار لدى صغار السن، شاهدتُ التحدي من الجميع لهزيمة التأتأة.
ومن هذا التاريخ أيقنت أن كل ماكنت أشعر به ما هو إلا هروب من التأتأة والمواجهة، وأن الأعذار التي كنت أكررها لنفسي هي محاولة لإرضاء شيء بداخلي أتوهم بأنه صحيح وهو عكس ذلك تماما.
انتهينا من البرنامج ولم اتوقف عند ذلك الحد، بدأت ابحث عن طرق مساعدة غيري من المتأتيين عبر الوسائل المتاحة ومن خلال نادي قمت بتأسيسه، حتى اقتنعت بأن يجب أن اكون نموذج ناجح في مواجهة التأتأة لكي اقنع غيري بمواجهتها، التحقت بعيادات التخاطب منذ عدة أشهر ولا زلت حتى الآن، فهمت وتعلمت وكتبت كل ما يمكنه أن يفيدني لكي اعرف حقيقة هذه التأتأة.
يوجد تحدي بداخلي لكي أقدم العون لهذه الفئة المحببة لدي،
(لن اتوقف بإذن الله، ولن استسلم بعون من الله)
أ.طلال البلادي
لا مستحيل
بدأت مشكلتي منذ الصف الثالث ابتدائي، كنت من محبين الإذاعة الصباحية واحرص دائماً ان اكون من المشاركين فيها كل يوم، وذات يوم وقت بدء الإذاعة الصباحية فإذا بي أتلعثم، لم أدركها حينها حتى قامت مديرة المدرسة بأخذ الميكروفون من يدي وإهانتي أمام جميع الطالبات وتحذرهم أن أصحاب التأتأة لا مكان لهن في الإذاعة الصباحية، ومن حينها بدأ التنمر من قبل الجميع علي، وبدأت أكبر عقدة في حياتي وتراكمات القصص إلى ان أصبت في المرحلة الثانوية بالاكتئاب وقررت أن اراجع المصحات النفسية والبدء بالعلاج والأدوية، لم استطع تقبلها، أحسست أنني مجنونة فقد لزيارة تلك العيادة، لم أتقبل معاملتهم لي وكأني مريضة وناقصة عقل عن الناس، ثم قررت أن أوقفها واستمر فقط مع أخصائي التخاطب لكن لم يكن هنالك فائدة تذكر، وبعدها بسنوات اكتشفت أن الحل كان التقبل أولاً وثم تأتي أساليب العلاج، ثم قررت أن أكمل الجامعة تخصص هندسة برمجيات وفعلاً تخرجت وها أنا الان ذو منصب لم اتخيل يوماً اني سأقود فريق عمل كامل مع تأتأتي والكل ينصت لي ويحترمني ويعاملني كما يجب.
م. دعاء الدريس
المركز الأول
لطالما ظللت أفكر قبل ان انطق بحرف واحد، ماذا لو هممت ولم أستطع التحدث؟ وعادةً ما تنتهي هذه الحرب من الأفكار بالقرار البائس وهو الصمت.
تسأل المعلمة (وأنا أعرف الإجابة)، لكن أكتفي الإجابة بداخلي وبخيالي، لسنوات من الألم فضّلت الصمت وتمثيل الغباء.
لحظة التحول الجميل حينما انتقلت إلى مرحلة جديدة، نضجت وعلِمتُ فداحة ما عرضت نفسي إليه من إهانة فيما مضى، أتذكر بداياتي المبادرة بالإجابة في الحصص ومن ثم الإذاعة المدرسية والتدرب قبلها لساعات متواصلة بلا كلل أو ملل.
لطالما تحاشيت مسابقات الإلقاء، لم أحلم قط أنني قد أصل لتلك النقطة البعيدة من الطلاقة إلى ان استدعتني المعلمة وطالبت مني المشاركة في مسابقة وزارة التعليم للقرآن الكريم، لم أكن أعلم ماذا اقول! هززت رأسي إيماءً بالقبول وخرجت مصعوقة! تتضارب التوقعات والاحتمالات في رأسي، هممت بالمحاولة مهما تؤول اليه نتيجة الأمر، لمدة شهر كامل كل يوم كنت أردد وأحفظ بأعلى صوت، لا أستطيع وصف الشعور وأنا اسمع الكلمات تخرج بسلاسة مني أنا! ترتسم بسمة خفيفة على شفتاي مخبأةً وراءها فرحةً عظيمة. إلى أن اتى اليوم الموعود توكلًا على الله اولًا ثم العزيمة حصلت على المركز الأول على مستوى المنطقة وهو مالم اتوقعه لحظةً من حياتي.
(مازلت أتأتأ ولكن أعلم فقط انها ليست السبب لكبت ما بداخلي من رغبه في الحديث، أو رأي أو حتى توبيخ، ولن تكون أبدًا).
أ.دانة مشعل
تأثير المواجهة
لقد عانيت من التأتأة منذ مرحلة المتوسطة، كانت شديدة فلم أكن أستطع التحدث مع زملائي، وكنت أتجنب المحادثة بالهاتف، ولم أزر أخصائي النطق والتخاطب، لكن بعد التخرج من الجامعة قررت البحث عن طريقة لتخفيف التأتأة، لقد تأخرت في العلاج لكن لا بأس.
اشتركت في نادي إرادة للتحكم في التأتأة واستفدتُ كثيراً خاصة من ناحية تمارين تجزئة الكلام والمواجهة، وايضاً استفدت من توجيهات أخصائيين النطق والتخاطب مما دفعني بأن أفكر في تطوير ثقتي أكثر وأكثر، بحثت عن نادي للخطابة ( التوستماسترز) فوجدت نادي الرواد، وتم استقبالي بكل سرور من قبل أعضاء النادي، بدأت معهم رحلة انطلاقي لكسب ثقتي و تطوير نفسي.
(يوم الثلاثاء) كان يوماً مميزاً لدي حيث كانت اول خطواتي لصعود المسرح وكسر جمود الخوف الذي بداخلي كنت متوتر قليلاً، أستعنت بالله ثم صعدت المسرح وكانت أول خطبة لي، تحدثت وأبدعت وذهب الخوف بلا عودة وبعد ذلك أصبح المسرح صديقٌ لي ثم أصبحت مسؤولاً عن دور قيادي في النادي لمدة سنتين، والحمدلله أصبحت الآن متحكم في التأتأة بنسبة كبيرة وأيقنت ان نصف علاج التأتأة هو (المواجهة).
(قمت بتأسيس مبادرة أبطال التأتأة وما زال هناك أهداف اسعى إلى تحقيقها بالمستقبل).
أ.عبدالله المالكي
قوة القرار
بدأت التأتأة معي منذ سن الخامسة من عمري ولم الاحظ بأن لدي اضطراب التأتأة حتى بدأت مرحلتي الدراسية وتحديدًا في الابتدائي، كانت مرآة تعكس مشكلتي وذلك من خلال مواجهتي للتنمر والسخرية من قِبل زميلاتي الطالبات، عندما أقف لأقرأ نص في الفصل فتتلعثم كلماتي ويضيق صدري ولا ينطلق لساني.
فكلما انتقلت من صف لأخر زادت المشكلة لدي وتضاعف انعدام الثقة حتى وصلت للصف السادس وحينها قررت أن اتوقف عن الدراسة..
توقفت عن الدراسة لمدة أربع سنوات، كنت صفر بالحياة بلا هدف أو شهادة وبعد هذه الفترة الصعبة قررت مواجهة نفسي!
لأقرر في عمر الخامسة عشر أن أكمل دراستي واتحكم بالتأتأة من خلال جلسات علاجية.
وحاليًا ولله الحمد أنا اخصائية اجتماعية قيد الدراسة وموظفة في أحد المؤسسات، ونائبة رئيسة المجلس الاستشاري الطلابي في جامعة الأميرة نورة، وعضو في مجلس شباب منطقة الرياض التابع لإمارة منطقة الرياض.
أ.نوف الصليهم
التغيير يأتي من الداخل
قصتي مع التأتأة بدأت في الصف الخامس الابتدائي، عندما قال المعلم: من يقرأ لنا درس اليوم؟ على الفور بادرت برفع يدي لأني معتاد على القراءة فأنا صديق الاذاعة المدرسية في كل صباح،
أذِن لي بالقراءة وكانت الصدمة!! لم يخرج مني أي حرف، حاولت وبعد جهد وصعوبة خرجت مني الأحرف لكنها متقطعة وبخوف وتسارع لنبضات قلبي وشعور غريب لم أشعر به من قبل!!
سخر وضحك مني زملائي الطلاب، فرجعت إلى المنزل وأنا خائف مصدوم لا أعلم ماذا حل بي، ومن حينها تركت القراءة والاذاعة وابتدأت عزلتي وتجنبي من الناس وهروبي من أبسط المواجهات خشية ظهور التأتأة،
واستمر ذلك حتى انضممت في عام ٢٠١٩ لنادي إرادة وعلمت أني لست وحدي وأن هناك عيادات للتخاطب وخطط علاجية تساعدك على التحكم بالتأتأة، فغيرت أفكاري ونظرتي السلبية لها، وبدأت شخصيتي الطبيعية تظهر، و قد كانت من قبل مضطربة ومتأثرة بالتأتأة، وعدت مرةً أخرى أسعى بشغف نحو حلم الطفولة واعتلاء مسارح الإلقاء والخطابة وحققت بفضل الله انجازات في ذلك ولازلت اسعى ..
م. احمد الحربي
مشرف نادي إرادة وعضو في نادي التوستماسترز